في موسم الزيتون ذهبت سهام مع ابناء و بنات خالها الى الحقل
، و لما وصلوا، قاللها خالها : تعالي يا سهام
’ و ساعدينا اليوم في جني الزيتون أحضر الخال المفارش وشد بطرف و رمى بالطرف الاخر
الى معاونه وبعد بضع دقائق وضعا المفارش محيطين بالزيتونة ،ثم جاء اخوة اخرون بالسلالم
و نصبوها على اطراف الشجرة، فشرعوا في العمل بكل عزم ونشاط ،يمسك الواحد منهم بيده
اليسرى غصن الزيتون المحمل حبا اسودا فيجذب بأصابع يده اليمنى فيتساقط الكثير من الحب
على المفارش راحت بنات خالي يلتقطن القليل المتناثر منه، خارج المفارش ، ولم يتركن
حبة زيتون واحدة مرمية على الارض ، وقالت لي احداهن: احذري يا سهام لا تمش على حبات
الزيتون فتزلقي، تعالي نتعاون جميعا ، قلت :نعم بكل سرور.
حل
فصل الشتاء، وها هي أسراب الطيور تستعد للهجرة إلى المناطق الدافئة، حلقت السنونوة
اْ ُ لأم مع صغارها عاليا في سماء مدينة الجزائر فقالت لهم : بالأمس استمتعنا بمناظر
المدينة واليوم سنرحل من هنا و غدا سنكون في مكان بعيد، انظروا إلى المدينة ما أروعها
، ما أعلى بناياتها و ما أوسع شوارعها ، وحركة السير لا تتوقف فيها أبدا سنشتاق إلى
شاطئها الجميل و أحيائها الرائعة .
تباطأ
الصغار في الطيران و هم يستمتعون بجمال المدينة ، لكن السنونوة قالت : هيا كي لا نتأخر
عن السرب .
طار
الجميع مدة طويلة ، فأحسوا بالتعب فحطوا في الريف ، قال احد الصغار ماذا سنفعل هنا
يا أمي ؟ هل سنستريح ؟ نعم ياصغار، آه، الطبيعة خلابة، الحقول خضراء واسعة، الهواء
نقي، لا دخان السيارات، ولا تلويث المصانع.
قالت الجدة: ّ ذكرتني هذه الليلة الباردة بليلة من ليالي الثورة.
سلمى: وماذا حدث فيها ياجدتي؟
الجدة: ّ ذات ليلة كنا مجتمعين حول كانون، وبينما كان أبي يحدثنا
عن شجاعة المجاهدين وانتصاراتهم فإذا بنا نسمع طرقا على الباب : طرق، طرق، طرق... هرع
أبي إِلى الباب وقال : من أنت؟ ماذا تريد في هذا الليل؟ فإذا بصوت خافت من وراء الباب
يرد عليه:افتح يا سي لخضر، أنا اخوك
أحمد وهذان اثنان من الخاوة. فتح أبي الباب وعانق أخاه مقران عناقا حار ّ ا، ورحب بالمجاهدين
قائلا: أهلا وسهلا بكم تفض ّ لوا. ثم أحضرت أمي الطعام وقالت، هذه جفنة من الكسكس،
وهاتان قطعتان من اللحم. وفي الصباح استيقظوا وصلوا الفجر، وتناولوا القهوة.
قال قائدهم: ِ بارك الله فيك يا سي لخضر، جزاك ّ الله خيرا يا
خالتي ذهبية. وودعهم أبي قائلا :رافقتكم السلامة حفظكم الله ونصركم
لكل
حيوان مسكن، يأوي إليه ، هذا عش عصفور ، وذلك جحر لأرنب، وتلك خلية للنحل، فالطائر
يرفرف بجناحيه ويعود ليلا إلى عشه، ويغضب غضبا شديدا إذا اقترب أحد من بيضه أو فراخه،
والنحل يقضي يومه متنقلا بين الأزهار يجمع الرحيق ويذهب به إلى خليته، وإذا اقترب أحد
من تلك الخلية هاجمته جماعات النحل ولسعته بإبرها.
كذلك للإنسان بيت يأوي اليه مع أهله ،و هو أعز مكان عنده حيث يجتمع فيه مع أفراد عائلته
ويتعاون معهم ليعشوا فيه عيشة كريمة.
استيقظت الأم باكرا، وأعد ُ ت فطور الصباح، وأيقظت كل أفراد العائلة:الأب، الجد والأولاد. وبعد
الاستحمام وتناول فطور الصباح قال الأب: هيا بنا إلى المسجد. قالت سعاد: هل أذهب معكم
أعلم أن هناك مكان مخصص للنساء ّ في المسجد، أليس كذلك يا أبي؟ قالت الأم : وهل تتركينني
وحدي ؟ يجب أن تبقي معي ، هناك الكثير من الأعمال تنتظرنا من ترتيب البيت و تحضير الغداء.
اليوم سنستقبل العديد من الضيوف، و يجب أن نستعد لذلك يابنيتي.
ولما عاد الأب و الجد استقبلتهما سعاد وعانقتهما عناقا حارا: عيدكما مبارك يا جدي و يا أبي! كل عام وأنت بألف خير يا بنيتي.
دخلت
المعلمة الى القسم مبتسمة ، تلبس مئزرا وتحمل محفظة جديدة، فقالت: السلام عليكم أطفالي
الأعزاء. فوقف كل التلاميذ احتراما لها وردوا التحية: وعليكم السلام ورحمة الله.
أمرتهم
بالجلوس وقالت لهم: كيف حالكم أعزائي، كم أنا سعيدة بلقائكم ! مرحبا بكم جميعا في مدرستكم
الحبيبة، أين قضيتم العطلة يا أطفال ؟ لا شك أنكم قد استمتعتم بها.
فرح
الأطفال بكلام معلمتهم ، وراح كل واحد منهم يقص حكايات العطلة ، ويصف ما شاهده و أعجبه،
وما فعله.
ثم
قاطعتهم المعلمة قائلة : كانت عطلة ممتعة حقا، أما الآن أرجو أن تستعدوا للعمل والاجتهاد.
قام
أمين مستأذنا، وقدم للمعلمة باقة من الورود، وتبعته هدى بمجموعة من الرسومات الجميلة
شكرت المعلمة التلاميذ ووعدتهم بالتعاون على تزيين القسم حتى يكون جميلا ورائعا.
تحدث
التلاميذ مع معلمتهم عن مغامراتهم الصيفية المليئة بالأحداث السارة، و عبروا عن شوقهم
لرفاقهم ، و معلمتهم ،ومدرستهم.
قام
أمين مستأذنا وقال: عندي كلمة أريد أن ألقيها على زملائي فسمحت له المعلمة بذلك ؛فقال:
السلام عليكم يا أصدقائي ، أتمنى لكم عاما دراسيا
سعيدا
مكللا بالنجاح.
شكرت
المعلمة أمينا ، وقالت غدا في الصباح أوزع عليكم الكتب الجديدة، و سنبدأ في تقديم الدروس .
قبل
أن يحل وقت الاستراحة بقليل، قال المعلم للتلاميذ: بعد قليل سيدق جرس المدرسة،معلنا
وقت الاستراحة، اخرجوا بهدوء ونظام، حافظوا على سلامتكم وسلامة زملائكم ،تجنبوا التدافع
والألعاب العنيفة، ولا تتسببوا في إتلاف الغرس والورود، ألا ترون أنها تزين الساحة
بألوان مختلفة؟! منها الأحمر والأصفر والبنفسجي.
حافظوا
على نظافة الساحة، ارموا المخلفات في سلة المهملات ، لأن الساحة فضاء للعب والاستراحة،
ينبغي أن يكون نظيفا وآمنا.
قال
الأطفال: شكرا سيدي, ساحة مدرستنا نظيفة ومريحة, ولابد من المحافظة عليها.
في مساء آخر يوم من العطلة،قال علي لأمه: متى سأعود الى المدرسة؟ لقد اشتقت اليها كثيرا يا
أمي، ألتقي فيها بأصدقائي ومعلمتي قالت ليلى: وأنا أيضا مشتاقة لمدرستي، أتعلم في القسم
مع معلمتي؛ لي صديقات أريد أن ألتقي بِهن الأم: نعم غدا في الصباح ستذهبان الى المدرسة
وتلتقيان بأصدقائكما وتفرحان بالعودة إلى المدرسة.
كم أنا سعيدة بذلك الأب: وأنا سعيد بعودتكما الى المدرسة، فهي
مكان للتربية والتعليم، اسمعا جيدا لمعلمتكما، وكونا مهذبين.